فصل: غملط

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: العباب الزاخر واللباب الفاخر ***


علسط

ابن دريدٍ كلام معلسط‏:‏ لا نظامَ له‏.‏

علشط

العزيزي‏:‏ العلشطُ السيئ الخلقُ، قال الصغاني مؤلفّ هذا الكتاب‏:‏ أنا واقف في صحته؛ بل بريءّ من عهدتهِ‏.‏

علط

العلاطانِ‏:‏ صفقا العنقِ من الجانبيْنِ من كلّ شيْء‏:‏ وقال حميدُ بن ثوءرٍ -رضي الله عنه-‏:‏

وما هاجَ منيّ الشوقَ إلا حمامةَ *** دعتْ ساقَ حرّ في حمامٍ تزَنماْ

من الورْقِ حماءُ العلاطْين باكرتْ *** عَسيبْ أشاءٍ مطلعَ الشْمسِ أسْحَما

وعلاطاَ الحمامةِ‏:‏ طوقهاُ ‏"‏في صَفْحتيْ‏"‏ ‏"‏عنقهاِ ‏"‏ بسوادٍ‏.‏

والعلاطُ -أيضًا- حبلُ في عنق البعيرَ‏.‏

فلا والله نادى الحيّ ضيْفي *** هدُوءًا بالمساءةَ والعلاطِ

أي‏:‏ لا يوْصَمُ بشرّ‏.‏

وأصْلُ العلاطَ‏:‏ وسْمّ في عنقِ البعير‏.‏ وقال ابن دريدٍ‏:‏ العلطُ‏:‏ ميسمُ في عرضُ خدُ البعير، والعبيرُ معلوط، والأسْمُ‏:‏ العلاطُ، قال رؤية‏:‏

فيهنّ وسْم لازمُ الألباطِ *** سفْعّ وتخْطيمْ معَ العلاطِ

ويقول الرّجلُ للرجلُ‏:‏ لأعْلطنكَ علطَ سوْءٍ ولأعْلطنكَ‏:‏ أي لأسمنكَ وسمًْا يبقى عليك، قال أبو حزامٍ غالبُ بن الحارث العكْليّ‏:‏

ولستْ بواذيء الأحْباءِ حوْبًا *** ولا تنْداهمُ جسراُ علُوْطي

وقال الليثُ‏:‏ علاطَ الإبرة‏:‏ خَيطهاُ، وعلاطُ الشْمسِ‏:‏ الذي كأنه خيطُ إذا نظرتَ إليها‏.‏

والحجاجُ بن علاطِ بن خالدِ بن نوَيرةَ بن حنثرِ بن هلال بن عَبدْ بن ظفرِ بن سْعد بن عمرْو بن بهْز بن امرئ القيس بن بهْثةَ بن سليمْ بن منصور بن عكرمةَ بن خَصفةَ بن قيسْ عيلانَ -رضي الله عنه-‏:‏ له صُحْبةّ، هكذا نسبهَ ابن الكلبيّ‏.‏ وفي الإكمال لابن ماكوْلا‏:‏ ثوْيرةَ -بالثاء المثلثة-، ذكرَ ذلك في باب ثويرءةَ‏.‏ وكنيتهُ أبو كلاب؛ وقيل‏:‏ أبو محمد؛ وقيل‏:‏ أبو عبد الله‏.‏ قال تعالى‏:‏ ‏{‏فلما جنّ عليه الليلُ‏}‏ وهو في وادٍ وحشٍ مخوفٍ قعدَ، فقال له أصحابه‏:‏ يا أبا كلاب قمْ فاتخذْ لنفسكَ ولأصْحابكَ أمانًا، فَجعل يطوفس حوءلهمَ ويكلؤهمَ ويقول‏:‏

أعيذُ نفسي وأعيْذ صَحْبيٍ *** من كلّ جنيٍ بهذا النقبِ

حتّى اؤوْبَ سالمًا وركْبيْ ***

فَسمعَ قائلًا يقول‏:‏ ‏{‏يا معشرَ الجنّ والإنس إن استَطعتمُ أن تنقذوا من أقطار السماواتِ والأرض فانْفذوا، لا تنفذَونَ إلاّ بسلطان‏}‏، فلماّ قدموا مكةّ -حرسها الله تعالى- أخبرّ بذلك في نادي قريشٍ، فقالوا‏:‏ صبأتَ واللهِ يا أبا كلابٍ؛ أن هذا فيما يزعمُ محمدّ أنه أنزلَ إليه، فقال‏:‏ والله لقد سمعتُ وسمعَ هؤلاءِ معي‏.‏ ثمّ أسلمَ‏.‏

وعلطَ بعيره يعلُطه ويعْلطه علْطًا‏:‏ وسمهَ‏.‏

وعلَط بشرّ‏:‏ إذا ذكرهَ بسوءٍ‏.‏

وبعير علطَ وناقةَ عُلُط -بضمّتينَ-‏:‏ أي بغيرْ خطامِ، وقال الأحمرُ‏:‏ بلا سمةٍ، قال أبو دوادٍ يزيدُ بن معاويةَ بن عمرو بن قيسْ بن عبيدْ بن رؤاس بن كلاب بن ربيعة الرّؤاسيّ‏:‏

وأعْرؤرتِ العلطُ العرْضيّ ترْكضهُ *** أمّ الفوارِس بالدّيدْاءِ والربعةَ

وقال عمرو بن أحمرَ الباهليٍ‏:‏

ومنحتها قوليْ على عرْضيةٍ *** عُلطٍ أداري ضغْنها بتوددِ

وقال ابن عباد‏:‏ العِمْرِطُ والعُمْرُطُ -كَزِبرِجٍ وبرقُع-‏:‏ الطويل من الرجال‏.‏

والعُمَارِطِي‏:‏ فَرج المرأة العظيم‏.‏

ولص مُعَمرِطٌ ومُتَعَمرِط‏:‏ يأخذ كل ما وجد‏.‏

عمط

ابن دريد‏:‏ عَمَطَ فلان عرض فلان‏:‏ إذا عابه‏.‏

قال‏:‏ وقد قالوا‏:‏ عَمِطَ نعمة الله مثل غمصها وغَمِطَها -بالعين والغين- وليس بثبت‏.‏

واعْتَمَطَ فلان عرض فلان واعْتَبَطَه‏:‏ إذا وقع فيه وثلبه وقصبه بما ليس فيه‏.‏

علمط

العَمَلَّط -مثال عَمَلَّسٍ-‏:‏ الشديد القوي على السفر، وأنشد أبو عمرو في صفه بعير‏:‏

قَرَّبَ مَنها كلَّ قَرمٍ مُشْرِط *** عَجَمْجَم ذي كِدْنَةٍ

عملط

المُشْرَطُ‏:‏ المُيسر للعمل‏.‏ وأنشد غيره‏:‏

أمَا رَأيتَ الرَّجُلَ العَمَلَّطا

عنبط

ابن دريد‏:‏ العُنْبُطُ والعُنْبُطَةُ -بالضم فيهما-‏:‏ القصير الكثير اللحم‏.‏

عنشط

العَنْشَطُ‏:‏ السيئ الخُلق، قال‏:‏

أتاكَ من الفِتْيانِ أروَعُ ماجِدُ *** صَبُوْرُ على ما نالَه غيرُ عَنْشَطِ

والعَنْشَطُ -أيضًا-‏:‏ كالعَشَنَّط، وأنشد الأصمعي يصف جملًا‏:‏

يُوْفي بِمُمتَد الجَدِيلِ عَنْشَطِهْ *** يَنْفُخُ في جَعْدِ اللُّغَامِ قَطَطِهْ

وقال الفراءُ‏:‏ امرأة عَنْشَطُ وعَنْشَطَةٌ‏:‏ طَويلة‏.‏

عنط

الليث‏:‏ العَنَطْنَطُ‏:‏ اشتقاقه من عَنِطَ ولكنه أردف بحرفين في عجزه؛ ومعناه‏:‏ الطويل، قال رؤبة‏:‏

بِسَلِبٍ ذي سَلِباتٍ وُخَّطِ *** يّمْطو السُّرى بِعُنُقٍ عَنَطْنَطِ

وأنشد الأصمعي‏:‏

بناعِجٍ عَبْلِ المَطا عَنَطّنَطِه *** أحْزَمِ جُوُّشُوِشْ القَرا عُلَبِطِه

وامرأة عَنَطْنَطَه‏:‏ أي طويلة العنق مع حسن قوامها‏.‏ ويقال‏:‏ عَنَطُها طول قوامها وقوامها؛ لا يجعل مصدر ذلك الاّ العَنَطَ، ولو قيل‏:‏ عَنَطْنَطَتُها طول عنقها لكان صوابها جائزا في الشعر، ولكنه يقبح في الكلام لطول الكلمة‏.‏ وكذلك يوم عَصَبصَب بين العصابة؛ وفرس غَشَمشم بين الغشم؛ ويقال؛ بين الغَشَمْشَمَة‏.‏

وقال أبو ليلى‏:‏ يقال رجل عَنَطْنَطُ وامرأة عَنَطْنَطَةٌ‏.‏ وفي الحديث‏:‏ أن النبي -صلى الله عليه وسلم- أذن في المتعة عام الفتح، قال سبرة بن معبد الجهني -رضي الله عنه-‏:‏ فانطلقت أنا وابن عم لي ومعي برد بُس منه؛ فلقينا فتاة مثل البكرة العَنَطْنَطَةِ؛ فجعل ابن عمي يقول لها‏:‏ بردي أجود من برده، قالت‏:‏ بُرد هذا غير مفنوخ؛ ثم قالت‏:‏ برد كبردٍ‏.‏

بس منه‏:‏ أي نيل منه ونهك بالبلى‏.‏ والمفنوخ‏:‏ المَنُهوك؛ من فنخه وفنخه‏:‏ إذا الله‏.‏ وفرس عَنَطْنَطَةُ، قال‏:‏

عَنَطْنَهْ تَعْدُو به عَنَطْنَطَه *** للماءِ تَحتَ البَطْنِ منها غَطْمَطَهْ

وقال أبو بكر ابن السراج‏:‏ العِنْطِيَانُ‏:‏ أول الشباب، وهو فعليان -بكسر الفا-ء‏.‏

وقال ابن الأعرابي‏:‏ أعْنَطَ الرجل‏:‏ إذا جاء بولدٍ عَنَطْنَطٍ، أي طويل‏.‏

والتركيب يدل على طول جسمٍ‏.‏

عنفط

الليث‏:‏ العَنْفَطُ‏:‏ الدني اللئيم السيئ الخلق‏.‏

والعَنْفَطَة‏:‏ النثرة وهي بين الشاربين إلى الأنف، وقيل‏:‏ النون زائدة‏.‏

عوط

الكسائي‏:‏ اذا لم تحمل الناقة أول سنة يحمل عليها‏:‏ فهي عائطٌ وحائلُ، قال أسامة الهذلي‏:‏

وبالأدْمِ قد دمها نيّها *** وذاةِ المدارأةِ العائطِ

ويروْى‏:‏ ‏"‏وذاةِ المداراةِ بالعائطِ‏"‏ و‏"‏بالغائطِ‏"‏‏.‏ وجمههاُ‏:‏ عوُطّ وعيطُ وعوْططَ، كحوُلٍ وحوْللٍ، قال إبراهيم بن عليّ بن محمد بن سلمةَ بن عامر بن هرْمةَ‏:‏

ولقد رَأيتْ بها أوانِسَ كالدّمى *** ينْظُرنَ من حدَقِ الظّباءِ العيطِ

وقال أبو حزامِ غالبُ بن الحارثِ العُكلّي‏:‏

وِندكَ مفْشءٍ ريحْتُ منهُ *** نوّوْرٍ آض رِئدَ نووْرِ

عُوْطِ

فإنْ لم تحملِ السّنةَ المقبِلةَ أيضًا‏:‏ فهي عائطُ عيطُ وعائطُ عوُطٍ وعوْططٍ وحائلُ حُولٍ وحوْللٍ، يقالُ منه‏:‏ عاطتش النّاقةُ تعوطُ، قال‏:‏

يرَعنْ إلى صوْتي إذا ما سَمعتهُ *** كما يرَْعوي عيْطَ إلى صوتِ أعْيسا

وقال أبو عبيدٍ‏:‏ بعضهم يجعلُ عوْططًا مصدرًا ولا يجعلهُ جمْعًا وكذلك حُوْللّ‏.‏ وقال الأصمعيّ‏:‏ العُوْاطط -بضمتينّ-‏:‏ لغةَ في العوْططِ فيمن جعلهُ مصدارًا‏.‏

وقال ابن دريدٍ‏:‏ الأعْوطُ‏:‏ اسْمّ‏.‏

إن يُغْبطُوا يهبِطُوا وإن اِمرُؤا *** يوْمًا يِصيْروا للهُلْك والنَّكدِ

ويروى‏:‏ ‏"‏للنَّفَد‏"‏ وهبط‏:‏ لازم ومتعد‏.‏

وقال ابن بزرج‏:‏ غبط يغبطُ -مثال سمع يسمع-‏:‏ لغة فيه‏.‏

وقال ابن عباد‏:‏ الغبطة -بالضم-‏:‏ من سُيُور المزادة؛ سير مثل الشراك يجعل على أطراف الأديُميين ثم يخرزُ شديدًا‏.‏

وقال ابن دريد‏:‏ سماء غبطى -مثال جمزى-‏:‏ إذا أغبطت في السحاب يومين أو ثلاثة‏.‏

والغبيُط‏:‏ الرجل، وهو للنساء يشدُّ عليه الهودج، قال امرؤ القيس‏:‏

تقولُ وقد مال الغبْيُط بنا معا *** عقرْت بعيري يا امرأ القيس فانزل

والجمعُ‏:‏ غُبُط، وأنشد ابن فارس للحارث ابن وعلة‏:‏

أم هل تركْتُ نساءَ الحيَّ ضاحيةً *** في باحةِ الدّار يستوْقدْن بالغُبُط

وقول أبى الصلت الثقفي‏:‏

يرْمُوْن عن عتَلَ كأنها غُبُطَّ *** بزَمْخرٍ يُعجلُ المرْميَّ إعجالا

يعني بالغُبُط‏:‏ خُشُب الرحال، وشبه القيسي الفارسية بها‏.‏

وربما سَّموا الأرض المُطمئنَّة‏:‏ غبيطًا، وأنشد ابن دريد‏:‏

وكل غبيْطٍ بالُمغيْرة مُفْعم ***

المغيرة‏:‏ الخيل التي تغيرُ‏.‏

والغبيطُ‏:‏ أرض لبني يربوعٍ، وسميت بالغبيط لأن وسطها منخفض وطرفاها مرتفعان كهيئة الغبيط وهو الرحل اللطيف، قال امرؤ القيس‏:‏ وألْقى بصحراء الغبيط بعاعهُ نزول اليماني ذي العياب المحمل ويوم الغبيط -ويقال يوم الغبيطين، وجعلهما أبو أحمد العسكري يومين وموضعين-‏:‏ من أشهر أيام العرب، ويقال له‏:‏ يوم غبيط المدرة، قال العوام بن شوذبٍ الشيباني‏:‏

فإن يك في يوم الغَبيِط ملامةُ *** فيوْمُ العُظالى كان أخرى وألْوما

وفي هذا اليوم أسر عتيبةّ بن الحارث بن شهاب بسطام بن قيس ففدى نفسه بأربعمائة ناقةِ، وقال جرير‏:‏

فما شهدتْ يوْم الغبِيِط مُجاشعُ *** ولا نَقَلان الخيْل من قُلتيْ يُسْرِ

وقال لبيد -رضي الله عنه-‏:‏

فإن امرءًا يرجو الفلاحَ وقد رأى *** سوامًا وحبًا بالأفاقة جاهلُ

غداةَ غدوا منها وآزر سريهمْ *** مواكبُ تحدى بالغبيط وجاهلُ

وأغبطتُ الرحل على ظهر البعير‏:‏ إذا أدمته ولم تحطه، قال حميد الأرقط يصف جملًا شدنيًا‏:‏

وانتسفَ الجالبَ من أندابه *** إغباطنا ألميس على أصلابه

وروي أن النبي -صلى الله عليه وسلم- أغبطتْ عليه الحمى في مرضه الذي ماتَ فيه، ويروى‏:‏ أغمطتْ- بالميم-؛ كقولهم‏:‏ سبد رأسه وسمده، وقال إبراهيم بن علي بن محمد بن سلمةَ بن عامر بن هرمة يصفُ نفسه‏:‏

ثبت إذا كان الخطيبُ كأنه *** شاكٍ يخافُ بكور وردٍ مغبط

ويروى‏:‏ ‏"‏مغبط‏"‏‏.‏

وقال النضرُ‏:‏ سير مغبط ومغبط‏:‏ أي دائم، وأنشد الاصمعي‏:‏ في ظل أجاج المقبظ مغبطه وأغبطت السماءُ‏:‏ دام مطرها‏.‏

وقال الليث‏:‏ فرس مغبطُ الكاثبة‏:‏ إذا كانَ مرتفعَ المنسج؛ شبه بصنعة الغبيط، قال لبيد -رضى الله عنه-‏:‏

ساهم الوجهِ شديد أسرة *** مغبطُ الحارك محبوكُ الكفل

والاغتباط‏:‏ افتعال من الغبطة، قال عش بن لبيدٍ العذري، ويروى لحريث بن جبلةَ العذري، ورواه المرزباني لجبلة العذري‏:‏

وبينما في الأحياء مغتبطا *** إذا هو الرمس تعفوهَ الأعاصير

ويروى‏:‏ ‏"‏مغتبط‏"‏ أي‏:‏ هو مغتبط‏.‏

وقال الأزهري‏:‏ يجوز‏:‏ هو مغتبط -بفتح الباء-، وقد اغتبطه، واغتبط فهو مغتبط‏.‏

والاغتباط‏:‏ التبجح بالحالة الحسنة‏.‏

والتركيبُ يدل على دوام الشيء ولزومه؛ وعلى نوعٍ من جس الشيء؛ وعلى نوعٍ من الحسد‏.‏

غرنط

غرناطةُ‏:‏ بلدة كبيرة من أعمال الأندلس، معنى غرناطة‏:‏ الرمانة بلغةَ عجم الأندلس، وقال بعضهم‏:‏ الصحيحَ أغرناطة والعامة تقول‏:‏ غرناطة‏.‏

غطط

غطةُ في الماء يغطه‏:‏ أي مقله وغوصه فيه‏.‏

وقال أبو زيد‏:‏ غط البعيرُ يغِط -بالكسر- غطيطًا‏:‏ أي هدرَ في الشقشقة، فإذا لم يكن في الشقشقة فهو هدير، والناقة تهدرُ ولا تهدر ولا تغط لأنه لا شقشقة لها‏.‏ وفي حديث النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال‏:‏ اللهم أعني على مضر؛ اللهم أجعل سنيهم كسني يوسف‏.‏ فرموا بالسنة فجاءهُ مضري فقال‏:‏ يا نبي الله والله ما يغط لنا بعير -ويروى‏:‏ ما يخطر لنا جمل- وما يتزود لنا راعٍ‏.‏ فدعا الله لهم، فما مضى ذلك اليوم حتى مطروا، ما مضتْ سابعة حتى أعطن الناس في العشب، قال امرؤ القيسي‏.‏

يغط غطيط البكرْ شد خناقه *** ليقتلني والمرء ليس بقتال

وغطيط النائم والمخنوق‏:‏ نخيرهما‏.‏ وروى ابن عباس‏:‏ أن النبي -صلى الله عليه وسلم- نام حتى سمع غطيطة ثم صلى ولم توضأ‏.‏

وقال يعلى ابن أمية -رضى الله عنه- لعمرَ -رضى الله عنه-‏:‏ ليتني أرى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حين ينزلُ عليه، قال‏:‏ فلما جاءه الوحي دعاه عمرو فجاء فأدخل رأسه؛ فإذا هو محمر وجهه يغط‏.‏

والغطاط -بالفتح-‏:‏ ضرب من القطا، وهي غبر الظهور والبطون والأبدان سود بطون الأجنحة طوال الأرجل والأعناق لطاف لا تجتمع أسرابًا أكثرُ ما تكون ثلاثًا أو اثنتين، الواحدة‏:‏ غطاطة‏.‏

وقال أبو حاتم‏:‏ بأخدعي الغطاطة مثل الرقمتين خطان أسود وأبيض وهي لطيفة فوق المكاء، وقال المنتخل الهذلي‏:‏

وماءً قد وردتُ أميم طامٍ *** عليه موهنًا زجل الغطاط

ويروى‏:‏ ‏"‏على أرجائه زجلُ‏"‏‏.‏ وقال أبو كبير الهذلي‏:‏

لا يجفلون عن المضاف ولو رأوا *** أولى الوعاوع كالغطاط المقبل

وقال نقاده الأسدي، ويروى لرجلٍ من بني مازنٍ‏:‏ إلا الحمام الورق والغطاطا وقال حميد بن ثور -رضى الله عنه-‏:‏

ومحوض صوتُ الغطاط بهِ *** راد الضحى كتراطن الفرس

وقال رؤبة‏:‏

أذل أعناقًا من الغطاط ***

وقال أيضًا‏:‏

باكرته قبل الغطاط اللغط ***

والغطا -بالضم-‏:‏ أول الصبح، قال رؤبة‏:‏

فأيها الشاحجُ بالغطاط ***

والطاغط والعطاعط‏:‏ السخال الاناث؛ عن الليث، وأنكر الأزهري الغطاغط‏؟‏ بالغين المعجمة- الواحد‏:‏ غطغط وعطعط -بالضم-‏.‏

وقال ابن الأعرابي‏:‏ الاغط‏:‏ الغني‏.‏

والغطغطة‏:‏ حكاية صوتٍ يقاربُ صوتَ القطا‏.‏

والمغطغطةُ‏:‏ القدرُ الشديدة الغليان‏.‏

واغتط الفحلُ الناقة‏:‏ تنوخها‏.‏

وإذا حاضرتَ الرجل فسبقته بعدما سبقك‏:‏ فقد اغتططته‏.‏

وتغطغط الماءُ‏:‏ إذا اضطربَ موجه‏.‏

وتغطغط الشيء‏:‏ تبدد‏.‏

والتركيبُ يدل على صوتٍ وعلى وقتٍ من الأوقات‏.‏

غطمط

الغطامط -بالضم-‏:‏ صوت غليان القدر وموج البحر، وجعلَ بعضهم الميم زائدة، قال الكميتُ يذكرُ قثدور أبان بن الوليد البجليّ ويمدحه‏:‏

كأنَّ الغُطامِطَ من غَلْيِها *** أراجِيْزُ أسْلَمَ يَهْجُو غفارا

وقيل‏:‏ وفدت غفار وأسلم إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فلما صاروا في الطريق قالت غفارُ لأسلم‏:‏ انزلوا بنا، فلما حطت أسلم رحلها مضت غفار ولم تنزل فسبوهم، فلما رأت ذلك أسلم ارتحلوا وجعلوا يرجزون بهجائهم‏.‏

وقال ابن دريد في باب فعلليل وما جاء من المصادر على هذا البناء‏:‏ غَطْمَطِيْطُ، يقال‏:‏ سمعت غَطْمَطِيطَ الماء، أرادوا صوته، وأنشد‏:‏

بَطِيءُ ضِفَنَّ إذا ما مَشَى *** سَمِعْتَ لآعْفَاجِهِ غَطْمَطيْطا

وربما قالوا‏:‏ بحر غَطْمَطِيطُ، قال‏:‏ وبحر غَطَوْمَطُ وغُطامِطُ‏:‏ سواء؛ وهو الكثير الماء‏.‏ والمصدر‏:‏ الغَطْمَطَةُ والغِطْمَاطُ، قال رؤبة‏:‏

إذا تَلاقى الوَهطُ بالأوْهاطِ *** أرْوى بِثَرثارَينِ في الغِطْماطِ

وقال رؤبة أيضًا‏:‏

سَالتَ نَواحِينا الى الأوْساطِ *** سَيْلًا كَسَيْل الزَّبِد الغِطْماطِ

وقيل‏:‏ الغِطْماطُ‏:‏ الموج المتلاطم‏.‏

والتَّغَطْمُطُ‏:‏ صوت معه بحجُ وتَغَطْمَطَ عليه الموج‏.‏ إذا اضطرب عليه حتى غَطّاه‏.‏

والتَّغَطْمُطُ‏:‏ غرغرة القدر؛ وهي صوت غَليانها‏.‏

والتركيب يدل على صوت وعلى وقت من الأوقات‏.‏

غلط

غَلِطَ في الأمر يَغْلَطُ غَلَطًا‏.‏ وقال الليث‏:‏ الغَلَطُ‏:‏ كل شيء يعابه الإنسان عن وجهه وأصابه صوابه من غير تعمد‏.‏

وقال غيره‏:‏ العرب تقول‏:‏ غَلِطَ في منطقهِ وغلب في الحسابِ، وبعضهم يجعلهما لُغتينِ‏.‏

والغَلُوْطَةُ والأغْلُوطَةُ‏:‏ ما يستزلُ به العالمِ ويُغالطُ به ويُستسقطُ به، ونهى رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- عن الغَلُوطات، ويروى‏:‏ الأغْلُوطات‏.‏ قال القُتبي‏:‏ هي مِثلُ حديثِ عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه-‏:‏ أنذرتكمُ صِعابَ المنطقِ، يريدُ المسائلَ الدقاقَ الغوامضَ، وإنما نهى عنها لأنها غيرُ نافعةٍ في الدين ولا تَكادُ تكونُ إلا فيما لا يقعُ أبدًا، ألا ترى قولَ عبدِ الله -رضي الله عنه- أيضًا‏:‏ بحسبِ المؤمنِ من العلم أن يخشى الله‏.‏

وقال أبو عُبيدٍ أحمدُ بن محمد الهرويُ‏:‏ الأصلُ فيها الأغْلُوطات، ثم تُركتِ الهمزةُ، كما نقول‏:‏ جاءَ الأحمرُ؛ ثم تقول‏:‏ جاء لَمرُ، قال‏:‏ وقد غَلِطَ من قال هي جمعُ غَلُوطةٍ‏.‏ وقال غيرهُ‏:‏ يقال مسألةٌ غَلَوطةٌ كشاةٍ حلُوبٍ وناقةٍ ركوبٍ‏.‏ وقيل‏:‏ الصوابُ لُغْلُوْطات‏.‏

والأغْلُوطَةُ‏:‏ أفْعُوْلَةٌ؛ من الغَلَطِ؛ كالأحدوثةِ والأحموقَةِ‏.‏

ورجلٌ مِغْلاطٌ‏:‏ كثيرُ الغَلَطِ، قال رؤبة‏:‏

فَبِئسَ عِض الخرِفِ المِغْلاطِ *** والوغلِ ذي النميمةِ المحلاطِ

والتغلِيْطُ‏:‏ أن تقولَ للرجلِ‏:‏ غَلِطتَ‏.‏

وغالَطَهُ‏:‏ فاعلهُ؛ من الغَلَطِ‏.‏

غمط

الغَمْطُ‏:‏ كالغَمْجِ؛ وهو جرعُ الماءِ بشدةٍ قاله الليث‏.‏

وغَمَطَ النعمةَ يغمِطها‏؟‏ بالكسر- وغَمِطَها -بالكسر- يغمطها غمطًا فيهما‏:‏ أي بطرها وحقرها‏.‏

وغَمْطُ الناسِ‏:‏ الاحتقارُ لهم والإزراءُ بهم، وفي الحديث‏:‏ وغَمِطَ الناس، ويروى‏:‏ وغَمَصَ، وقد كُتبَ الحديثُ بتمامهِ في تركيب غ م ص‏.‏

وقال ابن دريدٍ‏:‏ سماءٌ غَمَطَى وغَبَطى -مثالُ جَمَزى-‏:‏ إذا أغمَطتْ في السحاب يومينِ أو ثلاثةً‏.‏

والأغْمَاطُ والاغْباطُ‏:‏ الملازمةُ، وفي الحديثِ‏:‏ أن النبي -صلى الله عليه وسلم- أغْمَطَتْ عليه الحُمى في مرضه الذي مات فيه؛ ويروى‏:‏ أغْبَطَتْ، وقال ابراهيم بن علي بن محمد بن سلمةَ بن عامر بن هرمةَ يصفُ نفسهَ‏:‏

ثَبْتٌ إذا كانَ الخَطِيْبُ كأنهُ *** شاكٍ يَخافُ بكوزَ وردٍ مُغْمِطِ

ويروى‏:‏ ‏"‏مُغْبِط‏"‏‏.‏

وقال ابن عبادٍ‏:‏ اغتمطتُ الرجُلَ‏:‏ إذا حاضرتهَ فسبقته، بعدما سبقكَ، وكذلك في الكلام إذا قَهَرتهَ‏.‏

وقال غيرهُ‏:‏ اغْتَمَطْتُه بالكلامٍ واغْتَطَطَتهُ‏:‏ إذا علوتهَ وقهرتهَ، ويكونُ بمعنى احتقرتهُ أيضًا‏.‏

وقال أبو عمرو‏:‏ الاغتماطُ‏:‏ أن يخرجَ الشيءُ فلا يرى له عينٌ ولا أثرٌ، يقال‏:‏ خرجتْ شاتُنا فاغتمِطتْ فما رأينا لها أثرًا‏.‏

غملط

الليثُ‏:‏ الغَمَلطُ‏:‏ الطويلُ العُنُقِ، وهو الغمَلجُ، وأنشد‏:‏

غُمْط غَماليِطْ غَمَلطات ***

وإنشادُ ابن الأعرابي‏:‏

غُمْج غَماليج غَمَلجات ***

غوط

غاطَ في الشيءِ يَغُوطُ ويِغيطُ غَوطًا وغَيطًا‏:‏ دخلَ فيه، يقال‏:‏ هذا رملٌ تغوطُ فيه الأقدامُ وتغيطُ‏.‏

والغَوْطُ والغائطُ‏:‏ المُطمأنُ من الأرض الواسعُ، وقال ابن دريدٍ‏:‏ الغوطُ‏:‏ أشدُ انخفاضًا من الغائطِ وأبعدُ، وفي قصة نوحٍ -صلواتُ الله عليه-‏:‏ انسدت ينابيعُ الغَوطِ الأكبر وأبوابُ السماء‏.‏

والجمع‏:‏ غوط وأغواط وغيطان وغياط؛ صارت الواو ياء لانكسار ما قبلها، قال المتنخل الهذلي‏:‏

وخرقٍ تحسرُ الركبانُ فيهِ *** بعيدِ الجوف أغبر ذي غياط

ويروى‏:‏ ‏"‏ذي غواط‏"‏ و‏"‏ذي نياط‏"‏‏.‏ وقال رؤبة‏:‏ إفراغ نجاخينِ في الاغواط وقوله تعالى‏:‏ ‏{‏أو جاءَ أحَد منكم من الغائطِ‏}‏ كان الرجلُ منهم إذا أراد أن يقضيَ الحاجة آتى الغائط فقضى حاجته؛ فقيل لكل من قضى حاجته‏:‏ آتى الغائط، يكنى به عن العذرة‏.‏

وفي حديث النبي‏؟‏ صلى الله عليه وسلم- أن آتاه حصينُ بنُ أوسٍ النهشلي -رضى الله عنه- فقال‏:‏ يا رسول الله قلاْ لأهل الغائط يحسنوا مخالطتي، فسمت عليه ودعا له، يريد أهل الوادي الذي كان ينزلهِ‏.‏

وفي حديثه الآخر‏:‏ تنزلُ أمتي بغائطٍ يسمونه البصرة يكثر أهلها وتكون مصرًا من أمصار المسلمين‏.‏

وقال ابن الأعرابي‏:‏ يقال غط غط‏:‏ إذا أمرته أن يكون مع الجماعةِ إذا جاءتِ الفتنُ، وهم الغاطُ يقال‏:‏ ما في الغاطِ مثلهُ‏:‏ أي في الجماعة‏.‏

والغاطُ -أيضًا- الغوط من الأرض‏.‏

وقال أبو محمد الأعرابي‏:‏ الغوطةُ‏:‏ برث أبيضِ يسير فيه الراكبُ يومين لا يقطعه، به مياه كثيرة وغيطان وجبال‏:‏ لبني أبي بكر بن كلاب‏.‏ وقال غيره‏:‏ الغوطةُ‏:‏ بلد من بلاد طيئ لبني لآم قريب من جبال صبحُ لبني فزارة‏.‏

وقال ابن شميلٍ‏:‏ الغوطةُ‏:‏ الوهدة في الأرض المطمئنة‏.‏

والغوطةُ‏:‏ غوطةُ دمشق، وهي إحدى جنان الدنيا الأربع، والثانية أبلة البصرة، والثالثة‏:‏ شعبُ بوانَ، والرابعة‏:‏ سغدُ سمرقند‏.‏

قال عبد الله بن قيس الرقيات يمدحُ عبد العزيز بن مروان‏:‏

أحللكَ الله والخليفةُ بال *** غوطةَ دارًا بها بنو الحكم

الحكمُ‏:‏ هو ابن أبي العاص بن أمية‏.‏ وقال عبيدُ الله -أيضًا- يذكرُ الملوكَ‏:‏

أقفرتْ منهمُ الفراديسُ فالغو *** طة ذاة الرى وذاةُ الظلال

وغاط غوطًا‏:‏ أي حفرَ، وبئر غويطة‏:‏ بعيدةُ القعر، قال ذلك أبو عمرو‏.‏

والغوطُ‏:‏ الثريدُ‏.‏

وغاطتِ الأنساعُ في دف الناقة‏:‏ إذا تبينتْ آثارها فيه‏.‏ وغاطَ الجبلُ في مخزمها‏:‏ إذا غاب فيه‏.‏

وقال الفراءُ‏:‏ أغوط بئرك‏:‏ أي أبعدْ قعرها‏.‏

وقال ابن عبادٍ‏:‏ غوط تغوطًا‏:‏ أي لقم‏.‏

وتغوط‏:‏ أي أبدى‏.‏

وانغطاط العودُ‏:‏ إذا تثنى‏.‏

وهما يتغاوطان في الماءِ‏:‏ أي يتغامسانَ‏.‏

والتركيبُ يدل على اطمئنان وغورٍ‏.‏

غيط

غاط في الشيء يغيط ويغوطُ‏:‏ دخلَ فيه‏.‏

وقال ابن الأعرابي‏:‏ بينهما مهابطة وممايطة ومغايطة ومشايطة‏:‏ أي كلام مختلف‏.‏

فرثط

ابن عباد‏:‏ فرثط‏:‏ استرخى في الأرض‏.‏

فرشط

فرشوط‏:‏ قرية كبيرة غربي النيل من الصعيد‏.‏

والفرشاطُ‏:‏ الذي يفرشط، وكذلك الفرشطُ -بالكسر-، وأنشد الأصمعي يصفُ بعيرًا‏:‏ ليس بمنهك البروكِ فرشطه والفرطة‏:‏ أن تفرجَ بين رجليك قاعدتًا أو قائمًا وهي مثلُ الفرشحةِ، قال‏:‏

تالله لو لا شيخناُ عبادُ *** لكمرونا اليومْ أو لكادوا

فرشطَ لما كرهَ الفرشاطُ *** بفيشةٍ كأنها ملطاط

فجاءَ بالطاء معَ الدال، وهذا هو الإطفاءُ عند أبي زيدٍ، وهو المشهورُ عن العرب‏.‏

وقال الفراءُ‏:‏ الفرشطةُ‏:‏ أن يلصقَ إليتيهِ بالأرض ويتوسد ساقيهِ‏.‏ وقيل‏:‏ هي بسطُ الرجلينِ والركوبُ من جانبٍ واحدٍ، وقال ابن دريدٍ‏:‏ فرشطُ البعيرُ‏:‏ إذا برك بروكًا مسترخيًا فألصق أعضادهُ بالأرض‏.‏ وفرشطتِ الناقةُ‏:‏ إذا تفحجتْ للحلب؛ والجملُ‏:‏ إذا تفحجَ للبلول‏.‏

فرط

فرطَ في الأمر يفرُط -بالضم-‏:‏ أي قصر به وضيعهُ، فرطًا‏.‏

وفرط عليه‏:‏ أي عجلَ وعدا، ومنه قوله تعالى‏:‏ ‏{‏إننا نخافُ أن يفرطَ علينا‏}‏ أي يبادرَ بعقوبتنا‏.‏

وقال ابن عرفةَ‏:‏ أي يعجل فيتقدم منه مكروه، وقال مجاهد‏:‏ يبسط، وقال الضحاكُ يشط‏.‏

وفرط مني إليه قول‏:‏ أي سبق‏.‏

وفرطتُ القوم أفراطهمُ‏:‏ أي سبقتهمُ إلى الماء وتقدمتهمُ إليه لأهيئ الدلاء والأرشية‏:‏ فأنا فارط وفرط، والمصدرُ‏:‏ فرط وفروط‏.‏ ومنه حديثُ النبي -صلى الله عليه وسلم-‏:‏ «أنا فرطكمُ على الحوض، ويروى‏:‏ أن فارط لكم‏.‏ وفي حديثه الآخر حين سئلَ عم مدفن بن مظعون‏.‏ وفي حديث آخر‏:‏ «يا عائشةُ من كان له فرطانِ من أمتي دخلَ آخر، قلت‏:‏ ومن كانَ له فرط‏؟‏، قال‏:‏ ومن كان له فرط»‏.‏ وفي حديث آخر‏:‏ «أنا النبيون فراط لقاصفين، أي‏:‏ متقدمونَ في الشفاعة، وقيل‏:‏ فراط إلى الحوض‏.‏ والمرادُ بالقاصفينَ‏:‏ منَ يتزاحمُ على أثارهم من الأمم الذين يدخلونَ الجنة»‏.‏

وقال القطامي‏:‏

فاستعجلوناَ وكانوا من صحابتنا *** كما تعجل فراط لوارد

وقال أبو ذؤيب الهذلي‏:‏

وقد أرسلوا فراطهمْ فتاثلوا *** قليبًا سفاها كالإماء القواعد

مطأطأة لم ينبطوها وإنها *** ليرضى بها فراطها أم واحد

وقد يذكرُ الفراطُ ويرادُ به الفراطُ‏.‏

وقال بريدةُ بن الحصيب -رضى الله عنه-‏:‏ كان رسول الله يعلمهم إذا خرجوا إلى المقابر أن يقول قائلهمُ‏:‏ السلامُ عليكم أهل لاحقونَ، أنتم لنا فرط ونحن لكم تبع، نسأل الله لنا ولكم العافية‏.‏

وفراطُ القطا‏:‏ متقدماتها، قال رجل من بني مازنٍ، وقال ابن السيرافي‏:‏ هو لنقاده الأسدي‏:‏

ومنهل وردته التقاطا *** لم ألق إذا وردتهُ فراطا

إلا الحمام الورق والغطاطا ***

وكان الحسنُ البصري إذا صلى على الصبي قال‏:‏ اللهم أجعله لنا سلفًا وفرطًا وأجرًا‏.‏

وقد يجمعُ الفارطُ على فوارط، وهو نادر، كفارس وفوارس، قال ارفوه الاودي‏:‏

كنا فوارطها الذين دعاَ *** داعي الصباحِ اليهمُ لا يفزعُ

والفارطان‏:‏ كوكبان متباينان أمام سرسر بنات نعش، ثقاله الليث، قال‏:‏ وإنما شبها بالفراط الذي يسبق القوم لحفر القبر‏.‏

وفرطَ -بالكسر الراءء-‏:‏ إذا سبق؛ مثلُ فرطَ- بفتحها‏.‏

والفراطُ والفراطةُ‏:‏ الماء يكون شرعًا بين عدة أحياءٍ أيهم سبق اليه فهو له‏.‏

وفرطتُ في الحوض‏:‏ أي ملأته‏.‏ وعن سراقة -رضى الله عنه- قال‏:‏ دخلتُ على النبي -صلى الله عليه وسلم- فقلتُ‏:‏ الرجلُ يفرطُ في حوضه فيردُ عليه الهملُ من الإبل، قال‏:‏ لك في كل كبد حري أجر‏.‏ وقال ابن عمرو فغي حوضه لغنمه فجاءَ رجلَ فأوردهاَ فنزتْ نازية فأخذ فأسًا فقتله‏.‏

والفرط -بسكون الراء-‏:‏ الاسمُ من الإفراط، يقال‏:‏ إياك والفراط في الأمر‏.‏

وقواهم‏:‏ لقيته في الفرط بعدَ الفرط‏:‏ أي الحينَ بعد الحينْ‏.‏ وأتيته فرط يومٍ أو يومينِ، قال لبيد -رضى الله عنه-‏:‏

هَلَ النفسُ إلا متعةٌ مُستعارةٌ *** تُعارُ فتأتي ربها فَرْطَ أشْهُرِ

وقال أبو عُبيدةٍ‏:‏ لا يكونُ الفَرْطُ في أكثر من خَمسَ عشرةَ ليلةً‏.‏

والفَرْطُ‏:‏ موضِعٌ بتهامةَ قُربَ الحجاز، قال فاسِلُ بن غُزيةَ الجُربيُ‏:‏

سَرَتْ من الفَرْطَ أو من نخلتينِ فلم *** يَنْشَبْ بها جانبا نَعمانَ فالنجدُ

وقال عبدُ مَناف بن ربعٍ الهذليُ‏:‏

فما لكُمُ والفرْطَ لا تقربُونهُ *** وقد خلْتُهُ أدنى مأبٍ لقافِلِ

ويروى‏:‏ ‏"‏مَرَدّ‏"‏‏.‏

وقال أبو عمرو‏:‏ الفَرْطُ‏:‏ طريقٌ‏.‏ والفَرْطَةُ‏:‏ المرةُ الواحدةُ من الخُروج والتقَدمُ‏.‏ والفُرْطَةُ‏؟‏ بالضم- الاسمُ، ومنها حديثُ أم سلمةَ لِعائشةَ -رضي الله عنهما-‏:‏ قد نَهاكِ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- عن الفُرْطَةِ في البلاد، وقد كُتبَ الحديثُ بتمامهِ في تركيب تمدح‏.‏

وأمرٌ فُرُطٌ‏:‏ أي مُجاوَزٌ فيه الحدُ، قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏وكانَ أمرُهُ فُرُطا‏}‏، وقيل‏:‏ نَدَمًا، وقيل‏:‏ سَرَفًا، وقيل‏:‏ ضائعًا؛ يُقال‏:‏ أمْرٌ فُرُطٌ‏.‏ أي مُضيعٌ مُتهاونٌ به‏.‏

والفُرُطُ والفُرْطُ أيضًا‏:‏ واحِدُ الأفْراطِ وهي آكامٌ شبيهاتٌ بالحبال، قال حسانُ بن ثابتٍ - رضي الله عنه-‏:‏

ضاقَ عَنا الشعْبُ إذ نجْزَعُهُ *** ومِلأنا الفُرْطُ منهم والرجَلْ

والجمعُ‏:‏ أفْرُطٌ وأفرَاطٌ، وأنشد الأصمعيُ‏:‏

والبُومُ يبكي شَجوةُ في أفرُطِهْ

يُقال‏:‏ البُوْمُ تَنُوحُ على الإفراط‏:‏ عن أبي نصرٍ، وأنشد ابن دريدٍ‏:‏

وصَاحَ من الأفْراطِ بُوْمٌ جَوَاثِمُ ***

وقد أنشدَ عَجُزَه ابن دريدٍ غير منسُوبٍ‏.‏

وأنشد ابن الأعرابي في نوادرهِ لِوعلةَ الجرمي‏:‏

سائلْ مُجَاوِرَ جَرْمٍ هل جَنَيْتُ لهم *** حربًا تُزيلُ بين الجيرةِ الخُلُطِ

أم هلْ سَموتُ بجرارٍ له لَجَبٌ *** يَغشى مخارِمَ بين السهلِ والفُرُطِ

وأفراطُ الصبحِ -أيضًا-‏:‏ أوائلُ تباشيرهِ قال الليثُ، قال‏:‏ والواحدُ منها فَرَطٌ، وأنشد لرؤبة‏:‏

باكرتُهُ قبلَ الغَطَاطِ اللُغطِ *** وقبلَ جُوني القطا المخَططِ

وقبلَ أفراطِ الصباحِ الفُرطِ ***

قال‏:‏ وأما قولُ ابن براقةَ الهمداني‏:‏

إذا الليلُ أرخى واستقلتْ نُجُومهُ *** وصاحَ من الأفراطِ هامٌ جَوَاثِمُ

فاختلفوا في هذا، فقال بعضهم‏:‏ أرادَ به أفراطَ الصبح لأن الهامَ إذا أحس بالصباح صَرَخَ، وقال آخرونَ‏:‏ الفَرَطُ‏:‏ العَلَمُ المستقيمُ من أعلام الأرض التي يُهتدى بها‏.‏

والفُرُطُ‏:‏ الفَرَسُ السريعةُ التي تَتَفَرطُ الخيلَ‏:‏ أي تتقدمها، قال لبيدٌ -رضي الله عنه-‏:‏

ولَقَدْ حَمَيْتُ الحي تَحملُ شكتي *** فُرُطٌ وشاحي إذ غَدوتُ لِجامها

وقال أبو زيادٍ‏:‏ الفُرُطُ‏:‏ طَرَفُ العارضِ‏:‏ عارضِ اليمامةِ، وأنشد بيتَ وعلةَ الجرمي الذي ذَكرتهُ آنفًا‏.‏

وقال ابن عبادٍ‏:‏ رجلٌ فُرطيٌ‏:‏ إذا كان صعبًا لم يذل، وبعيرٌ فُرْطيٌ وفَرَطِيٌ‏:‏ كذلك‏.‏

والماءُ الفِراطُ‏:‏ الذي يكونُ لمن سبقَ اليه من الأحياء‏.‏

وقال أبو عمرو‏:‏ فَرَطَتِ النخلةُ‏:‏ إذا تُرِكَتْ فلم تُلْقَحْ حتى يعسُو طلعها، وأفرطتها أنا‏.‏

وأفْرَطَتِ السحَابُ بالوسمي‏:‏ عَجِلَتْ به‏.‏

وأفْرَطَه‏:‏ أي أعجله‏.‏

وقولهُ تعالى‏:‏ ‏{‏وأنهم مُفْرَطون‏}‏ قال مُجاهدِ‏:‏ أي منسبون، وقيل‏:‏ مترُوكون في النار، وقال الأزهريُ‏:‏ الأصلُ فيه أنهم مُقدمون إلى النار مُعجلون اليها؛ يُقال‏:‏ أفرطتهُ‏:‏ أي قدمتهُ؛ وأفرطَتِ المرأةُ أولادًا‏:‏ قدمتهم‏.‏ وقرأ قُتيبةُ وأبو جعفرَ ونافعٌ‏:‏ مُفْرِطون- بكسر الراء-‏:‏ أي مُتجاوزون لما حُد لهم، يُقال‏:‏ أفرطَ في الأمر‏:‏ أي جاوزَ فيه الحدَ‏.‏

وروى زاذانُ عن علي -رضي الله عنه- أنهُ قال‏:‏ مثلي فيكم كمثل عيسى -صلواتُ الله عليه- أحبته طائفةٌ فأفْرَطُوا في حبه فهلكوا وأبغَضته طائفةٌ فأفْرَطُوا في بُغْضِه فهلكوا‏.‏

وقال الكسائيُ‏:‏ يُقال‏:‏ ما أفرَطْتُ من القوم أحدًا‏:‏ أي ما تركتُ‏.‏

وقال الأعرابيُ‏:‏ الإفراط‏:‏ أن تبعثَ رسولًا خاصًا في حوائجك‏.‏

وقال ابن دريدٍ‏:‏ أفْراطَ الرجُلُ بيدِهِ إلى سيفهِ ليستَله‏.‏

وأفرَطَ القِربةَ‏:‏ ملأها حتى أسالَ الماءَ، قال كعبُ بن زهيرٍ -رضي الله عنه-‏:‏

تنفي الرياحُ القذى عنه وأفرَطَهُ *** من صوبِ ساريةٍ بيضٌ يعالِيلُ

ويروى‏:‏ ‏"‏تجلُو الرياحُ‏"‏، وروى الأصمعيُ‏:‏‏"‏ من نَوءِ ساريةٍ‏"‏‏.‏

وقال ساعدةُ بن جُويةَ الهُذليُ يصفُ مُشتارَ العَسَل‏:‏

فأزَالَ ناصِحَها بأبيضَ مُفْرَطٍ *** من ماءِ الهابٍ بهن التألبُ

ويروى‏:‏ ‏"‏عليه التألبُ‏"‏‏.‏ وقال آخرُ‏:‏ بَج المَزادِ مُفرطًا توكيرا وأنشد إبراهيم بن إسحاق الحربيُ -رحمه الله تعالى-‏:‏

على جانبي حائرٍ مُفْرَطٍ *** بِبَرْثٍ تبَوأتُهُ معشِبِ

وأنشد ابن دريدٍ‏:‏

يُرَجعُ بين خُرْمٍ مُفْرَطاتٍ *** صَوَافٍ لم تُكدرها الدلاءُ

قال‏:‏ الخُزْمُ‏:‏ غُدُرٌ يتخرمُ بعضها إلى بعض‏.‏

والتفريطُ‏:‏ التقصيرُ، قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏يا حسرتا على ما فَرطتُ في جنْبِ الله‏}‏ أي‏:‏ في أمرِ الله‏.‏ وفي حديثِ النبي -صلى الله عليه وسلم-‏:‏ «ليسَ في النومِ تفريطٌ؛ إنما التفريطُ أن لا يُصلي حتى يدخلَ وقْتُ الأخرى»‏.‏

وفَرطتهُ‏:‏ تركتهُ وتقدمتُه، قال ساعِدَةُ بن جُوية الهُذليُ يصفُ مُشتارَ العَسَل‏:‏

مَعَهُ سِقاءٌ لا يُفرطُ حملهُ *** صُفْنٌ وأخراصٌ يَلُحنَ ومِسأبُ

أي‏:‏ لا يتركُ حملهَ ولا يُفارقُه‏.‏

وقال أبو عمرو‏:‏ فَرطْتُكَ في كذا وكذا‏:‏ تركتكَ وقال غيرهُ‏:‏ تقولُ‏:‏ فَرطْتُ إليه رسولًا‏:‏ إذا أرسلته إليه في خاصتكَ أو جعلته جريًا لك في خُصومةٍ؛ مِثلُ أفرطتُ‏.‏

وفَرطْتُ الرجُلَ‏:‏ أي مدحتهُ حتى أفرطتُ في مدحهِ؛ مثلُ قرظتهُ -بالقافِ والظاء المعجمة-‏.‏

وقال الخليلُ‏:‏ يُقال‏:‏ فرطَ الله عنه ما يكرهُ‏:‏ أي نحاه؛ وقل ما يستعملُ إلا في الشعر، قال المُرقشُ الأكبرُ واسمهُ عمرو بن سعدٍ‏:‏

يا صاحبي تلبثا لا تعْجَلا *** إن الرحيلَ رهينُ ألا تعذلا

فلعل بُطأ كما يُفرطُ سيئًا *** أو يسبقُ الإسراع سيبًا مُقبلا

ويروى‏:‏ ‏"‏ريثكما‏"‏ ‏"‏أو يسبقُ الإفراط‏"‏‏.‏

وتَفَارَطَ‏:‏ أي سبقَ وتسرعَ، قال النابغةُ الذبياني‏:‏

وقفتُ بها القَلُوص على اكتئابٍ *** وذاكَ تَفَارُطُ الشوق المعني

ويُروى‏:‏ ‏"‏لِفارطِ‏"‏‏.‏

وتَفَرطَ الغزوُ وتَفَارطَ‏:‏ أي تأخرَ وقتهُ فلم يلحقه من أراده، ومنه حديثُ كعب بن مالكٍ الأنصاري -رضي الله عنه- في تخلفهِ عن غزوةِ تبوك‏:‏ فأصبحَ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- والمسلمون معه ولم أقضِ من جهازي شيئًا؛ فقلتُ أتجهزُ بعده بيومٍ أو يومينِ ثم ألحقهم، فغدوتُ بعد أن فصلوا لأتجهزَ فرجعتُ ولم أقضِ شيئًا، فلم يزل بي حتى أسرعُوا وتَفَارطَ الغزوُ‏.‏

وتَفارَطته الأمورُ والهمُومُ‏:‏ أي لا تصيبهُ الهمومُ إلا في الفَرْط‏.‏

والتفارطُ‏:‏ التسابقُ، وقال بشرُ بن أبي خازم‏:‏

يُنازعنَ الأعنةَ مُصغياتِ *** كما يتفارطُ الثمدَ الحمامُ

وفارطهَ‏:‏ أي ألفاهُ وصادفهَ‏.‏

وفارطَهَ‏:‏ سابقهَ‏.‏

وتكلمَ فِراطاَ‏:‏ أي سبقتْ منه كلمةٌ‏.‏

وفلانٌ لا يُفترطُ إحسانهُ وبره‏:‏ أي لا يفترصُ ولا يُخافُ فوتهُ‏.‏

ويُقال‏:‏ افترطَ فلانٌ فَرَطًا‏:‏ إذا ماتَ له ولدٌ صغيرٌ قبل أن يبلغَ الحُلُمَ‏.‏

والتركيب يدلُ على إزالةِ الشيءِ عن مكانهِ وتنحيته عنه‏.‏

فسط

الليثُ‏:‏ الفَسِيْطُ‏:‏ علاقةُ ما بين القمعِ إلى النواة، وهو الثفروقُ، الواحدةَ‏:‏ فَشِيْطةٌ‏.‏

والفَسِيْطُ -أيضًا-‏:‏ قُلامةُ الظفر، قال أبو حزام غالبُ بن الحارثِ العُكليُ‏:‏

ووذح ضنء من رُطتْ شِغارًا *** وما شُكِدتْ عليه من فَسيطِ

وقال خيرُ بنُ رِباطٍ الأسديُ يصفُ الهلالَ‏:‏

كأن ابن مُزنتها جانحا *** فسيطٌ لدى الأفقِ من خنصِرِ

وروى ابن دريدٍ‏:‏‏"‏ كأن ابن ليلتها‏"‏ وقال‏:‏ يعني بذلك هِلالًا بدا في الجدبِ والسماءُ مُغبرةٌ فكأنه من وراء الغُبار قُلامَةُ ظُفُرِ خِنصِرٍ‏.‏

قال‏:‏ والفَسْطُ‏:‏ فِعْلٌ مماتٌ، ومنه اشتقاقُ الفَسِيْطِ‏.‏

والفُسطاطُ‏:‏ من الابنيةِ؛ وهو السرادقُ، وفيه سِتُ لُغاتٍ‏:‏ فُسْطَاطٌ وفُسْطتَاطٌ وفُساطٌ وكسرُ الفاءِ فيهن، قال العجاجُ يصفُ ثورًا‏:‏

حتى جلا أعجازَ ليلٍ غاطِ *** عنه لَياحُ اللونِ كالفُسطاطِ

من البياض مُد بالمِقاطِ وفي حديث النبي -صلى الله عليه وسلم-‏:‏ «أنه أتى على رجلٍ قد قُطعتْ يدهُ في سرقةٍ وهو في فُسْطاطٍ فقال‏:‏ من آوى هذا المُصابَ‏؟‏ فقالوا‏:‏ فاتكٌ أو خُريمُ بن فاتكٍ‏:‏ فقال‏:‏ اللهم بارك على آلِ فاتكٍ كما آوى هذا المُصابَ‏.‏

وقال الليثُ‏:‏ الفُسطاطُ‏:‏ مُجتمعُ أهلِ الكورةِ، وفي حديث النبي -صلى الله عليه وسلم-‏:‏ «عليكم بالجماعةِ فإن يد الله على الفُسطاطِ‏.‏ يريدُ المدينةَ التي فيها مجتمعُ الناس، وكل مدينةٍ فُسطاطٌ، والمعنى‏:‏ أن الجماعةَ من أهلِ الإسلام في كنفِ الله، وواقيتهُ فوقهم، فأقيموا بين ظهرانيهم ولا تُفارقوهم‏.‏ وهذا كحديثه الآخرِ‏:‏ إن الله لم يرض بالوحدانية وما كان الله ليجمعَ أمتي على ضلالةٍ؛ بل يدُ الله عليهم، فمن تخلفّ عن صلاتناِ وطعنَ على أئمتناِ فقد خلعَ ربْقةَ الإسلام من عنقهِ، شرارُ أمتيَ بحجتّهِ‏.‏

وسمى عمرو بن العاص -رضي الله عنه- المدينةَ التي بّناها‏:‏ الفسطاط‏.‏

وعن بعض ِ بني تميمِ‏:‏ قال‏:‏ قرأتُ في كتابِ رجلِ من قريشِ‏:‏ هذا ما اشترَى فلانُ بن فلانِ من عجلانَ موْلى زيادِ‏:‏ اشترىَ منه خمسمائةِ جريبٍْ حيالَ الفسْطاطِ، يريدُ البصرةَ‏.‏

ومنه حديثُ الشعْبي‏:‏ في العبدْ الآبقِ إذا أخذَ في الفسطُاط ففيه عشرةُ دارهمَ وإذا أخذَ خارجًا من الفسطاط ففيه أربعون‏.‏

وقال رؤبة‏:‏

لو أحْلبتْ حلائبُ الفسْطاطِ *** عليه ألْقاهنّ بالبلاطِ

أي‏:‏ حلائبُ المصْر‏.‏

فشط

ابن عبادٍ‏:‏ انْفشطَ العودُ‏:‏ أي انْفَضَخَ؛ ولا يكون إلاّ رَطبًا‏.‏

فطط

ابن الأعْرابيّ‏:‏ الأفطّ‏:‏ الأفْطَس‏.‏

وقال ابن عبادٍ‏:‏ الفَطوْطي -مثالُ خَجوَجي-‏:‏ الرّجلُ الأفزرُ الظهرِ‏.‏

والفطافطِ‏:‏ الأصوَاتُ عند الرّهْزِ والجماع‏.‏

والفَطْفطةُ‏:‏ السّلْحُ‏.‏

وقال ابن الأعرابيّ‏:‏ فَطفطَ‏:‏ إذا لم يفهمْ كلامهُ‏.‏

فلسط

فلسْطين -ويقال‏:‏ فلْسْطوْن-‏:‏ بلْدةّ من كورِ الشامِ‏.‏ والعربُ في إعرابها على مذَهبينَ‏:‏ منهم من يقول فلَسْطين ويجْعلها بمنزلةِ ما لا ينصرفُ ويلزمها الياءَ في كل حالِ فيقول‏:‏ هذه فلسْطين ورأيتُ فلسْطينَ ومررتُ بفلسطين، ومنهم من يجعلها بمنزلة الجمع ويجعلُ إعرابها في الحرف الذي قبل النونْ فيقول‏:‏ هذه فلسطون ورأيتُ فلسطينِ ومررتُ بفلسطين، والنون في كل ذلك مفتوحة‏.‏ وهي كلمة روْميةّ، قال عديّ بن زيد بن مالك بن عدي بن الرّقاع‏:‏

فكأنَّي من ذِكْرِهمْ خالَطتْني *** من فلَسْطين جلْسُى خمْرٍ عقاَرُ

عنّقتْ في القلالِ من بيتِ رأسٍ *** سَنواتٍ وما سبَتهاْ التجَارُ

والنّسْبةُ إليها‏:‏ فلسْطي، قال الأعْش‏:‏

متى تُسقَ من أنْيابها بعد هجعةٍ *** من اللْيلِ شرْبًا حين ماَلتْ طلاتهاُ

تخَلْه فلسْطيًا إذا ذَقتَ طعْمه *** على ربذَاتِ النيّ حُمْشٍ لثاتهاُ

وروى أبو عبيدة‏:‏ ‏"‏تقلهُ فلسْطيًا‏"‏، ويرْوى‏:‏ ‏"‏على نيراتِ الظلْمِ‏"‏‏.‏

وقال إبراهيم بن عليّ بن محمد بن سلمةّ بن عامرِ بن هرْمةَ‏:‏

كأس فلسْطيةّ معتقةُ *** شجّتْ بماءٍ من مزنةِ البلِ

فلط

فَلَطَ الرجل عن سيفه‏:‏ دهش عنه‏.‏

والفَلَطُ -بالتحريك-‏:‏ الفُجاءَةُ، قال‏:‏ ومنهل على غِشَاشٍ وفَلَطْ‏.‏

شَربت منه بين كُرهٍ وثَغَطْ والأفْلَطُ‏:‏ الأحرى‏.‏

وأفْلَطَني الرجل‏:‏ مثل أفلتني، وقال الخليل‏:‏ أفْلَطَني‏:‏ لغة تميمية قبيحة في أفلتني‏.‏

وأفلَطَه أمر‏:‏ أي فاجأهُ، قال المنتخل الهذلي يصف امرأة حمقاء‏:‏

أفْلَطَها اللَّيلُ بِعِيْرٍ فَتَسْ *** عى ثَوْبهُا مُجْتَنِبُ المَعْدَلِ

ويروى‏:‏ ‏"‏بعيرًا‏"‏، ويروى‏:‏ ‏"‏مُخْتَلِفُ المَعْدَلِ‏"‏‏:‏ أي فاجأها الليل بعير تحمل بعض ما تحب، أي بشرت بمجيء العِيْرِ فخرجت تسعى من الفرح فتعلق ثوبها بشجرة في ناحية الطريق فانشق‏.‏ وقال الجمحي‏:‏ أفْلَطَها‏:‏ أفْلَتَها، أي أضل لها الليل بعيرًا فهي تسعى في طلبه‏.‏

والفِلاَطُ‏:‏ المفاجاة -بِلُغَةِ هّذَيْلٍ-، يقال‏:‏ لقيته فِلاطًا‏:‏ أي مفاجأة، قال المنتخل الهذلي أيضًا‏:‏

به أحْمي المُضَافَ إذا دَعاني *** ونَفْسي ساعَةَ الفَزَعِ الفِلاطِ

وقال إبراهيم بن علي بن محمد بن سلمة بن عامر بن هرمة يمدح عبد الواحد بن سليمان‏:‏

أبوك غضدَاةَ المَرْجِ أوْرَثَكَ العُلى *** وخاضَ الوَغى إذْ سالَ بالمَوتِ راهِطُهْ

وكانَ امْرًَا خَوّاضَ كلَّ كَرِيهَةٍ *** ومرِدى حُرُوْبٍ يَوْمَ شَرّ يُفَالِطُه

ويقال‏:‏ تكلم فلان فلانًا فأحسن‏:‏ إذا فاجأ بالكلام الحسن‏.‏

وفي حديث عمرو بن عبد العزيز -رحمه الله-‏:‏ أنه رفع إليه رجل قال لرجلٍ‏:‏ إنك تبوكها -يعني امرأةً ذكرها- فأمر بضربه، فجعل الرجل يقول‏:‏ أأُضرَب فِلاطًا‏؟‏‏.‏

وروي من وجه آخر‏:‏ أن ابن أبي خنيس الزبيري ساب قريشًا فقال له‏:‏ علامَ تبوك يتيمتك في حجرك، فكتب سليمان بن عبد الملك إلى ابن حزم‏:‏ أن البوك سفاد الحمار؛ فاضربه الحد، فلما قُدم ليضرب قال‏:‏ إنا لله أأضرب فلاطًا‏؟‏ فقال ابن حزم -وكان لا يعرف الغريب-‏:‏ لا تعجلوا عسى أن يكون في هذا حد آخر‏.‏ وإنما قال ذلك لأنه لم يعلم أن الكلمة كانت قذفًا‏.‏

وقال ابن دريد‏:‏ افْتُلِطَ الرجل‏:‏ إذا فوجئ بالأمر، لغة هذلية‏.‏

وقال ابن فارس‏:‏ الفاء واللام والطاء ليس بأصل؛ لأنه من باب الابدال، والأصل الراء‏.‏

فلقط

الفَلْقَطَةُ في الكلام والمشي‏:‏ الاسراع‏.‏

فوط

الليث‏:‏ الفُوَطُ‏:‏ ثياب تجلب من السند، الواحدة فُوْطَةُ، وهي غلاظ قصار تكون مآزر‏.‏ قال الأزهري‏:‏ لم أسمع الفُوَطَ في شيء من كلام العرب ولا أدري أعربية هي أم هي من كلام العجم، غير أني رأيت بالكوفة أزرًا مخططة تباع ويشتريها الجمالون والأعراب والخدم وسفل الناس فيأتزرون بها ويسمونها الفُوَطَ، والواحدة‏:‏ فُوْطَةُ‏.‏ انتهى كلام الأزهري‏.‏

وقال ابن دريد‏:‏ فأما الفُوَطُ التي تلبس الواحدة فُوْطَةُ -فليست بعربية‏.‏

قال الصغاني مؤلف هذا الكتاب‏:‏ الفُوْطَةُ‏:‏ لغة سندية معربة، وهي تعريب بُوتَهْ -بضمة غير مشبعةٍ-‏.‏

قبط

ابن فارس‏:‏ القبط‏:‏ جمعكَ الشيء بيدكَ، يقال‏:‏ قبطته أقبطه قبطًا‏.‏

والقِبط -بالكسر-‏:‏ أهل مصرَ، وهم بنكها، ورجل قبطي، وامرأة قبطية‏.‏ ومارية القبطية‏:‏ أم إبراهيم ابن النبي -صلى الله عليه وسلم، ورضي عنهما-‏.‏

والقبطيةُ‏:‏ ثياب بيض رقاق من كتانٍ تتخذُ بمصر، وقد تضم، لأنهم يغيرون كثيرًا في النسبة، كما قالوا‏:‏ سهلي ودهري‏.‏ وقال الليث فلما ألزمتْ هذا الاسم غيروا اللفظ ليعرف، فالإنسان قبطي والثوب قبطي‏.‏ ومنه حديث أسامةُ بن زيدٍ -رضى الله عنه- أنه قال‏:‏ كساني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ثوبًا قبطيًا أو ثيابًا قبطية‏.‏ وقال عبد الله بن عتيك -رضي الله عنه- وذكرَ قتلَ عبد الله بن عتيكٍ -رضى الله عنه- وذكر قتل عبد الله وقيل سلام بن أبي الحقيق‏:‏ فوالله ما دلنا على الابياضه على الفراش في سوادَ الليلِ كأنه قبيطة، قال زهير بن أبي سلمى يذكرُ الحارث بن ورقاءَ الصيداوي‏:‏

لتأتينك مني منطق قذعُ *** باقٍ كما دنس القبطية الودك

والجمعُ‏:‏ قباطي‏.‏

والقبطي‏:‏ فرشُ عبد المطلب بن عميرُ بن سويد بن حارثة‏.‏

وقبطُ‏:‏ ناحية كانتْ بسر من رأى تجمعُ أهل الفساد‏.‏

والقباطُ والقبيط والقبيطى والقبيطاء، إذا خففتَ مددتْ وإذا شددتْ فصرتَ‏.‏

وقبط وجهه تقبيطًا‏:‏ مثلُ قطبه تقطيبًا‏.‏

والقنيط‏:‏ يذكرُ فيما بعدُ إن شاء الله تعالى‏.‏

قحط

القحط‏:‏ لجدبُ‏.‏ يقال‏:‏ قحطَ المطرُ بقحطُ قحوطًا‏:‏ إذا احتبس‏.‏ وقال أعرابي لعمرُ -رضى الله عنه-‏:‏ قحدط السحابُ، وقال ابن دريدٍ‏:‏ قحدطتِ الأرض وقحطتْ وقحطًا‏.‏ وحكى الفراءُ‏:‏ قحط -مثالُ سمعَ- وقحط -على ما لم يسم فاعله-‏.‏ وسنة قحط وقحيط‏.‏ وزمن قاحط، وأزمن قواحط‏.‏

والفراء‏:‏ قحط -مثالُ سمعَ- وقحطَ -على ما لم يسم فاعله-‏.‏ وسنة قحط وقحيط‏.‏ وزمن قاحط، وأزمن قواحط‏.‏

ورجل قحطي‏:‏ وهو الآكولُ الذي يبقي شيئًا من الطعام، وهذا من كلام الحاضرة، نسبوه إلى القحط لكثرةُ الأكلِ‏.‏

وقحطانُ‏:‏ أبو اليمن، وهو قحطان بن عابر بن شالحَ بن أرفخشد بن سام بن نوح -صلواتُ الله على نوح-‏.‏ وقال ابن دريد‏:‏ وقد نسبوا إليه قحطاني، وأقحاطي على غير القياس‏.‏

وقولُ رؤبة‏:‏

دانتْ له والسخط للسخاط *** نزارهاُ ويامنُ الاقحاط

أراد‏:‏ بني قحطان‏.‏

وقال ابن دريدٍ‏:‏ القحطةُ‏:‏ ضرب من النبتٍ؛ قال؛ وليس يثبت‏.‏

وضرب قحيط‏:‏ أي شديد‏.‏ والقحط‏:‏ الضربُ الشديد‏.‏

وقال ابن عبادٍ‏:‏ المقحطُ من الخيلِ‏:‏ الذي لا يكادُ يعيي من الجري، وأنشد‏:‏ يعاودُ الشد معنًا مقحطًا وعام مقحط‏:‏ ذو قحطٍ، قال إبراهيم بن علي بن محمد بن سلمة بن عامر بن هرمة‏:‏

ودواديًا وأواريًا لم يعفها *** ما مر من مطرٍ وعامٍ مقحط

وأقحط القومُ‏:‏ أي أصابهم القحطُ‏.‏ وأقحط الله الأرض‏:‏ أصابها بالقحط‏.‏

وأقحط الرجلُ‏:‏ إذا خالط أهله ولم ينزلْ، ومنه حديث النبي -صلى الله عليه وسلم-‏:‏ «من جامع فأقحط فلا غسل عليه‏.‏ ومر النبي‏؟‏ صلى الله عليه وسلم- من جامع فأقحط فلا غُسْل عليه‏.‏ ومرّ النبي‏؟‏ صلى الله عليه وسلم- على دار عتبان بن مالكٍ الأنصاري -رضى الله عنه- بقباء فناداه وهو مخالط أهله فأكسلَ واغتسل وآتى النبي -صلى الله عليه وسلم- فاخبره الخبر فقال‏:‏ إذا أعجلتَ أو أقحطتَ فلا غسل عليك وعليك الوضوء‏.‏ قال الصغاني مؤلف هذا الكتاب‏:‏ هذا كان في أول الإسلام ثم نسخَ بقوله -صلى الله عليه وسلم-‏:‏ «إذا قعد بين شُعبها الأربع وألزق الختان بالختان فقد وجبَ الغسلُ‏.‏

والتركيبُ يدلُ على احتباس الخير ثم يستعارُ‏.‏

قرط

القرطُ‏:‏ الذي يعلقُ في شحمة الاذن، والجمعُ‏:‏ أقراط وقروط وقروطة وقراط -مثال بردٍ وإبرادٍ وبرودٍ؛ وقلب وقلبةٍ ورمحٍ ورماحٍ-‏:‏ قال رؤبة‏:‏

كأن بين العقد والأقراط *** سالفة من جيدَ رئم عاط

وقال المتنخلُ الهذلي يذكرُ قوسًا‏:‏

شنقتُ بها معابلَ مرهفاتٍ *** مسالات الأغرة كالقراط

ويروى‏:‏ ‏"‏قرنتُ بها‏"‏‏.‏

وعن عنبسة بن عبد الرحمن قال‏:‏ حدثتني جدتي أنها دخلت على أم سلمة‏:‏ -رضى الله عنها- فرأت في أذنيها قرطين وفي عنقها قلادةً‏.‏

وفي المثل‏:‏ خذه ولو بقرطي مارية‏:‏ هي بنتُ ظالم بن وهب بن الحارث بن معاوية الكندي أم الحارث بن أبي أشمر الغساني، وهي أول عربية تقرطتُ وسارَ ذكرُ قرطيها في العرب، وكانا نفيسي القيمة؛ قيل‏:‏ إنهما بأربعين ألف دينارٍ، وقيل‏:‏ كانتْ فيهما درتان كبيض الحمام لم ير مثلهما‏.‏ وقيل‏:‏ هي امرأة من اليمن أهدتْ قرطيها إلى البيت‏.‏ يضربُ في الترغيب في الشيء وإيجاب الحرض عليه، أي‏:‏ لا يفوتنك على حالٍ وإن كنت تحتاج في أحرازه إلى بذلِ النفائس، قال ذو الرمة‏:‏

والقرطُ في حرة الذفرى معلقةُ *** تباعدَ الحبلُ منه فهو يضطربُ

وذو القرط‏:‏ السكنُ بن معاوية بن أمية بن زيد بن قيس بن عامرة بن مرة بن مالك بن الاوس بن حارثة الاوسي الأنصاري، من الجعادرة‏.‏

وذو القرطْ‏:‏ -واسمه الوشاحُ- سيف خالد بن الوليد -رضى الله عنه-، وهو القائل فيه‏:‏

وبذي القرطْ قد قتلتُ رجالًا *** من كهولُ طماطمٍ وعرابٍ

والقرطُ‏:‏ سيفُ عبد الله بن الحجاج الثعلبي، وهو القائل فيه‏:‏

تقول والسيفُ في أضراسها نشب *** هذا لعمركُ موت غير طاعون

فما ذمتُ أخي قرطاُ فابعطهُ *** وما نبا نبوة يومًا فيخزيني

وقال الليث‏:‏ القرطةُ‏:‏ شية حسنة في ابلمغرى؛ وهي أن يكون للعنز أو للتبس زنمتان معلقتان من أذنيها، فهي قرطاءُ، والذكر أقراط، ويستحب في التيس لأنه يكون مناثًا، والفعلُ‏:‏ قرط قرطًا‏.‏

وقال ابن عبادٍ‏:‏ قرطُ الصبي‏:‏ زبيبه‏.‏

وقال الدينوري‏:‏ القرطُ‏:‏ شبيه بالرطبة وهو أجل منها وأعظم ورقًا، وهي الذي يسمى بالفارسية‏:‏ الشذر‏.‏

والقريط -مصغرًا- وساهم‏:‏ فرسانٍ لكندة، قال سبيعُ بن الخطيمُ التيمي‏:‏

أرباب نحلة والقريط وساهم *** إني هنالك إلف مألوف

نحلة‏:‏ فرس سبيع بن الخطيم‏.‏

والقريط -أيضًا- والحمالة‏:‏ فرسان لبني سليم، قال العباس بن مرداس السلمي -رضي الله عنه- وأنشده له أبو محمد الأعرابي‏:‏

بين الحمالة والقريط فقد *** أنجبت من أم ومن فحل

وقال ابن دريد‏:‏ القروط‏:‏ بطون من العرب من بني كلابٍ لأنهم أخوة أسموهم‏:‏ قرط‏:‏ وقريط؛ ولم يزد‏.‏ وقال ابن حبيب في جمهرة نسب قيس عيلانَ‏:‏ القرطاءُ وهم قرط وقريط بنو عبد بن أبي بكر بن كلاب‏.‏

وقال ابن دريد‏:‏ القُرْطانُ لغة في القُرْطاطِ‏.‏

والقِرْطاطِ‏:‏ وهو للسرج بمنزلة الولية للرحل، وربما استعمل للرحل أيضًا، قال حميد الأرْقَطُ‏:‏

بأرْحَيَّ مائرِ المِلاَطِ *** ذي زُفْرَةٍ تَنْشُزُ بالقُرْطاطِ

وقال الزَّفَيان‏:‏

كأنَّما أقْتَادِيَ الأسامِطا *** والقِطْعَ والقَراطِطا

ضَمَّنْتُهُنَّ أخْدَريًّا ناشِطا ***

الأسمامِطُ‏:‏ المعاليق وهي ما علقه من متاعهِ برحله‏.‏

وفي حديث سليمان الفارسي -رضي الله عنه-‏:‏ أنه دخل عليه في مَرَضه الذي مات فيه فنظروا فإذا إكافٌ وقُرْطاطٌ‏.‏

وقال ابن دريد‏:‏ القَرْطيَّةُ -بالفتح-‏:‏ إبِلٌ تنسب إلى حَيّ من مهرة، وأنشد‏:‏

أما تَرى القَرْطيَّ يَفْري نَتْقا

النَّتْقُ‏:‏ النَّفْضُ، وامرأة مِنْتاق‏:‏ كثيرة الولدِ؛ من نَتْق الرحم‏.‏

وقال يونس‏:‏ القِرطيُّ -بالكسر-‏:‏ الصرع على القَفا‏.‏

والقِرَاطُ -بالكسر-‏:‏ شعلةُ السّراج ما احترق من طرف الفتيلة‏.‏ وقيل في قول المنتخل الهذلي يصف قوسًا‏:‏

شَنَفْتُ بها مَعَابِلَ مُرْهَفَاتٍ *** مُسَالاتِ الأغِرَّةِ والقِرَاطِ

إن القِرَاطَ جمع قُرْطٍ، أي في الصفاء والحسن، أي تبرق نصالها كأنها قِرَطَةٌ في بريقها‏.‏

وقال أبو عمرو‏:‏ القِرَاطُ‏:‏ المصابيح؛ وقيل‏:‏ السُّرُجُ، الواحد قُرْطٌ‏.‏

ويروى‏:‏‏؟‏ قَرَنْتُ بها‏؟‏‏.‏

وقال ابن عباد‏:‏ قِرَاطا النصل‏:‏ طَرَفا غراريه‏.‏

والقِيْراطُ‏:‏ معروف، ووزنه يختلف باختلاف البلاد، فهو عند أهل مكة -حرسها الله تعالى- ربع سدس الدينار، وعند أهل العراق نصف عشر الدينار‏.‏ وأصله قِرّاطٌ بالتشديد؛ لأن جمعه قضرارِيْطُ، فأبدل من أحد حرفي تضعيفه ياء؛ على ما ذكرناه في دينار‏.‏ وروي عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال‏:‏ من شهد الجنازة حتى يصلى عليها فله قِيراطٌ ومن شهدها حتى تدفن فله قِيراطانِ، قيل‏:‏ وما القيراطان‏؟‏ قال‏:‏ مثل الجبلين العظيمين‏.‏ رواه أبو هريرة -رضي الله عنه-‏:‏ فبلغ ذلك ابن عمر -رضي الله عنهما- فقال‏:‏ لقد أكثر أبو هريرة، فبلغ ذلك عائشة -رضي الله عنها- فصدقت أبا هريرة، فقال‏:‏ لقد فرطنا في قَرارِيطَ كثيرة‏.‏

وقِيْرَاطٌ‏:‏ أبو العلية من أتباع التابعين، يروي عن الحسن البصري ومجاهد‏.‏

وأما قول النبي -صلى الله عليه وسلم-‏:‏ «ما بعث الله نبيًا ألا رَعى الغنم -ويروى‏:‏ إلا راعي غنم-، قالوا‏:‏ وأنت يا رسول الله‏؟‏ قال‏:‏ وأنا كنت أرعاها على قَرَارِيْطَ لأهل مكة‏.‏ فالمراد بها قَرارِيطُ الحساب‏.‏ قال الصغاني مؤلف هذا الكتاب‏:‏ قدمت بغداد سنة خمس عشرة وستمائة وهي أولى قدمةٍ قدمتها؛ فسألني بعض المحدثين عن معنى القَرارِيطِ في هذا الحديث، فأجبته بما ذكرت، فقال‏:‏ سمعنا الحافظ الفلاني‏:‏ أن القَرارِيْطَ اسم جيل أو موضع، فأنكرت ذلك كل الإنكار، وهو مصر على ما قال كل الإصرار‏.‏ أعاذنا الله من الخطأ والخطل والتصحيف والزلل‏.‏

والقِرْطِيْطُ‏:‏ الداهية، وأنشد أبو عمرو‏:‏

سَألناهُمُ أنْ يَرِفدونا فأجْبَلوا *** وجاءت بِقِرطِيطِ من الأمرِ زيْنَبُ

وقال ابن دريد‏:‏ يقال ما جاد لنا فلان بِقِرْطِيطٍ‏:‏ أي ما جاد لنا بشيْ يشير، وصنعوا في هذا بيتًا وهو‏:‏

فَما جادَتْ لنا سَلمى *** بِقِرْطِيطٍ ولا فُوْفَه

الفُوْفَةُ‏:‏ القشرة الرقيقة التي على النواة‏.‏ هكذا قال ابن دريد في هذا التركيب، وقيل البيت بيت وهو‏:‏

فأرْسَلتُ إلى سَلمى *** بأنَّ النَّفْسَ مَشْفُفَهْ

ويروى‏:‏ ‏"‏بِرِنْجِيرٍ ولا فُوْفَهْ‏"‏‏.‏

وقال الليث‏:‏ القِرْطِيْطُ‏:‏ لغة في القُرْطاطِ‏.‏

والقاْرِيطُ -ويقال‏:‏ القَرَارِيطُ-‏:‏ حب الحمر وهو الثمر الهندي‏.‏

وقَرَّطْت الجارية تَقْرِيطًا‏:‏ ألبستها القُرْطَ، قال رجل لامرأته وقد سألته أن يحليها قُرْطَينِ‏:‏

تَسْلاُ كلّ حرةٍ نحينِ *** وإنما سَلاتِ عكتينْ

ثم تقولينَ أشرِ لي قرطينِ *** قرطكِ الله على العينينِ

عقاربًا سُوادًا وأرقمين *** نسبتِ من دينِ بني قنينِ

ومن حسابٍ بينهم وبيني وقرطَ فرسهَ‏:‏ إذا طرح اللجامَ في رأسه‏.‏ وقيل‏:‏ التقريطُ‏:‏ أن يجعلوا الأعنة وراءَ أذان الخيلِ عند طرح اللجم في رؤوسها، أخذ من تقريط المرأة‏.‏ وفي حديث النعمان بن عمرو بن مقرنٍ -رضي الله عنه-‏:‏ فلشب الرجالُ إلى أكمةِ جيولها فيقرطها أعنتها‏.‏ وقد كتبَ الحديثُ بتمامه في تركيب رث ث‏.‏

وقَرَط السراجَ‏:‏ إذا نَزَعَ منه ما احترقَ ليضئَ‏.‏

وقال ابن عبادٍ‏:‏ قرطتُ إليه رسولًا‏:‏ أعجلتهُ إليه‏.‏

وقال غيرهُ‏:‏ قرطه عليه‏:‏ إذا أعطاهُ قليلًا قليلا‏.‏

وقال ابن دريدٍ‏:‏ قرط فلان فرسهَ العنانَ‏:‏ فلهذه موضعانِ‏:‏ ربما استعملوها في طرْح اللجام في رأس الفرسَ، وربما استعملوها للفارسِ إذا مد يدهَ بعنانه حتى يجعلها على قذالِ فرسهَ في الحضرِ‏.‏ وقيل‏:‏ تقريطُ الخيلِ جملهاُ على أشد الحضرْ، وذلك أنها إذا أشتدّ حضرهاُ امتد العنانُ على أذنها‏.‏

قرفط

ابن عبادٍ‏:‏ القرفطةُ في المشي كالقرمطةِ‏.‏

قال‏:‏ والقرفطة -أيضًا-‏:‏ ضربُ من البضعِ‏.‏

وقال غيرهُ‏:‏ اقرنفطتِ العنزُ‏:‏ إذا جمعتْ بين قطريها عند السفادِ؛ لأن ذلك الموضعَ يوجعهاُ، قال قمام الأسدي لامرأته غمامة وكانتْ عنده ثمانين سنة‏:‏

يا حبذاّ مُقْرَ نْفطكَ *** إذ أنا لا أفرطكْ

فأحابته المرأةُ‏:‏

يأحبذا ذباذبكْ *** إذ الشبابُ غالبكْ

وقال ابن الأعرابي‏:‏ اقْرَنْفَطَ‏:‏ إذا انقيضَ واجتمعَ‏.‏

وقال ابن عبادٍ‏:‏ المقْرنفطُ‏:‏ المستكبر من الغضبِ المنتفخُ‏.‏

قرمط

ابن دريدٍ‏:‏ القرموطُ‏:‏ والقرمودُ‏:‏ ضربان م ثمر العضاه، كذا قال‏:‏ العضاه، والصوابُ‏:‏ الغضا‏.‏

وقال الازهري‏:‏ قرموطُ الغضا ثمرهُ الأحمرُ يحكي لونه نورُ الرمان أولَ ما يخرجُ‏.‏ وقال أبو عمرو‏:‏ القُرموطُ من ثمر الغضا كالرمانِ يشبه به الثديُ، وأنشد في صفةَ جاريةٍ نهدَ ثدياها‏:‏

وينشزُ جيبَ الدرعِ عنها إذا مشتْ *** خميل كقرموطُ الغضاِ الخضلِ الندى

قال‏:‏ يعني ثدييها‏.‏

وقال ابن الأعرابي‏:‏ يقالُ لدحروجةِ الجعل‏:‏ القرموطُ‏.‏

وقال ابن عبادٍ‏:‏ القرمطتان من ذي الجناحينِ‏:‏ كالنخرتينِ من الدابة، قال‏:‏ ورواه الجاحظُ‏:‏ القرطمتانِ؛ على القلب‏.‏

قال‏:‏ والقرمطيط‏:‏ المتقاربُ الخطوِ‏.‏

وقال غيرهُ‏:‏ القرمطي‏:‏ واحدُ القرامطةِ‏.‏

القرمطة في الخط‏:‏ دقةّ الكتابةِ وتداني الحروف والسطور‏.‏

والقرمطةُ في اللمشي‏:‏ مقاربةُ الخطو‏.‏ وقرمط البعيرُ‏:‏ إذا قاربَ خطاه‏.‏

ويقال‏:‏ أقرمط الرجلُ‏:‏ إذا غضبَ وتقيض، وأنشد الأزهري لزيدُ الخيلَ -رضى الله عنه-‏:‏ أنشد

أقرمطتْ يومًا من الفزع المطي

كذا هو في التهذيب للأزهري في نسخةٍ قرنتْ عليه وتولى إصلاحها وضبطها وشكلها؛ المطي؛ بالميم والطاء المحققين، وأنشده بعض من صنف في اللغة أيضًا لزيد الخيل -رضى الله عنه-‏:‏

تكتسبها في كل أطرافِ شدةٍ *** إذا أقرمطتْ يوماُ من الفزعَ الخصى

والذي في شعره هو‏:‏

وذاكَ عطاءُ في كل غارةٍ *** مشمرةٍ يومًا إذا قلص الخصى

قسط

القسطُ -بالكسر-‏:‏ العدلُ، قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏قلْ أمَر ربي بالقسط‏}‏، يقال‏:‏ قسطِ يقسطَ -بالضم-‏:‏ لغة، والضم قليل، وقرأ يحيى بن وثابٍ وإبراهيم النخعي‏:‏ ‏{‏وإنُ خفتمْ ألا تقسطوا‏}‏ بضم السين‏.‏

وقوله تعالى‏:‏ ‏{‏ذلُكم أقسطُ عند الله‏}‏ أي أقومُ واعدلُ‏.‏

وقوله تعالى‏:‏ ‏{‏ونَضعُ الموازينَ القسطَ‏}‏ أي ذوات القسط‏:‏ أي العدلَ‏.‏

والقسطُ -أيضًا- مكيال، وهو نصف صارع، ومنه الحديث‏:‏ إن النساء من أسفه السفهاء إلا صاحبة القسط والسراج‏.‏ كأنه أرادِ التي تخدمُ بعلها وتوضه وتقومُ على رأسه بالسراج، والقسطُ‏:‏ الإناء الذي توضه فيه؛ وهو نصف صاعٍ‏.‏

وقولُ النبي‏؟‏ صلى الله عليه وسلم-‏:‏ «إن شاء لا ينام ولا ينبغي له أن ينام، يخفضُ القسطُ ويرفعهُ، حجابه النورُ، لو كشفَ طبقهُ أحرق سبحاتُ وجهه كل شيء أدركهُ بصرهُ، واضع يدهَ لمسيء الليل ليتوبَ بالنهار ولمسيء النهار ليتوب بالليل، حتى تطلعَ الشمسُ من مغربها‏.‏

لا ينبغي له أن ينام‏:‏ أي يستحيلُ عليه ذلك‏.‏

القسطُ‏:‏ القسمُ من الرزق والحصةُ والنصيبُ أي يبسطه لمن يشاء ويقدره‏.‏ والطبقُ‏:‏ كل غطاءٍ لازمٍ‏.‏

السبحاتُ‏:‏ جمعُ سبحةٍ فتح العينِ وتسكنها العجائز لأنهن يسبحنِ بهمَ، والمرادُ‏:‏

صفاتُ الله‏:‏ -جل ثناؤه- التي يسبحهُ بها المسبحونَ من جلاله وعظمته وقدرته وكبريائه‏.‏ وجهه‏:‏ ذاته ونفسه‏.‏ النورُ‏:‏ الآيات البيناتُ التي نضبها أعلامًا لتشهدَ عليه وتطرقَ إلى معرفتهِ والاعتراف به، شبهتْ بالنور في آثارها وهدايتها، ولماَ كانَ الملوك أن تضربَ بينَ أيديهم حجبُ إذا رآها الراءون علموا أنها هي التي يحتجبون وراءها فاستدلوا على مكانهم بها قيل‏:‏ حجابهُ النور؛ الذي يستدل به عليه كما يستدل بالحجاب على الملك المحتجب‏.‏ ولو كشف طبقه‏:‏ أي طبقُ هذا الحجاب وما يغطي منه وعُلم جلاله وعظمتهُ علمًا جليًا غير استدلاليّ لما أطاقت النفوس ذلك ولهلك كل منْ أدركه بصرهُ‏:‏ أي لما أطاقتُ النفوسُ ذلك ولهلكَ كل من إدراكه بصرهُ‏:‏ أي علمه الجلي، فشبه بإدراك البصر لجلاله، واضع يده‏:‏ من قولهم وضعَ يده عن فلانٍ، إذا كف عنه؛ يعني لا يعاجلُ المسيء بالعقوبةِ بل يمهله ليتوبَ‏.‏

وقولُ امرئ القيس‏:‏

نطعنهمُ سُلكىُ ومخلوجةً *** كركَ كرجلِ لامتينِ على نابلِ

إذ هنّ أقساط كرجلِ الدبى *** أو كقطًا كاظمةَ الناهلِ

ويروى‏:‏ ‏"‏كر كلامين‏"‏، ويروى‏:‏ ‏"‏فهن أرسال‏"‏‏.‏ أقساطُ‏:‏ أي قطع‏.‏ وأرسال‏:‏ أي أقطاع؛ واحدها رسل‏.‏

وقاسط‏:‏ أبو حي من العربَ، وهو قاسط بن هنب بن أفصى بن دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة‏.‏

والقسطُ -بالتحريك-‏:‏ يبس في العنق، يقالُ‏:‏ عنق قسطاءُ وأعناق قساط، قال رؤبة‏:‏

حتى رضوا بالذل والايهاطِ *** وضربِ أعناقهم القساط

ويروى‏:‏ ‏"‏القساط‏"‏ جمع قاسطٍ وهو الجائرُ‏.‏

والقسطُ -أيضًا-‏:‏ انتصاب في رجليَ الدابة وذلك عيب لأنه يستحب فيهما الانحناءُ والتوتير‏.‏

يقال‏:‏ فرس أقسط بينُ القسطَ‏.‏

والأقسطُ من الإبل‏:‏ هو الذي ف عصبَ قوائمه يبس خلقه‏.‏

وقال أبو عمرو‏:‏ قسطتْ عظامه قسوطًا‏:‏ إذا يبستْ من الهزال، وأنشد‏:‏

أعطاه عودا قاسطا *** عظامهُ وهو ينحي أسفًا وينتخب

والقسوطُ‏:‏ الجورُ والعدولُ عن الحق، وقد قسط يقسطُ وقسوطاُ، قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏وأما القاسطونَ فكانوا لجهنم حطبا‏}‏، ونمه قولُ عزةَ للحجاج، يا قسطُ يا عادلُ، ويروى‏:‏ أنت قاسط عادل‏.‏ نظرتْ إلى هذه الآية وإلى قوله تعالى‏:‏ ‏{‏وهُمْ بربهمَ يعدلون‏}‏، وقال القطامي‏:‏

أليسوا بالأُلى قسطوا *** قديماُ على النعمان وابتدروا السطاعا

والقسطُ‏:‏ من عقاقيرِ البحرْ، وهو دوار خشي، في حديث النبي -صلى الله عليه وسلم-‏:‏ «إن خيرَ ما تداويتمُ به الحجامةُ والقسطُ البحري‏.‏

وأما قولُ غادية الدبيرية‏:‏

أبدتْ نفيًا زانهُ خمارها *** وقسطةً ما شانها غفارها

فقيل‏:‏ هي الساقُ، ورواه أبو محمدٍ الأعرابي‏:‏ ‏"‏وقضصةً‏"‏‏.‏

وإسماعيل بن عبد الله قسطنطينين المعروفُ بالقسطُ، المكيُ، مولىَ بني مسيرة، قرأ على عبد الله بن كثير المكي‏.‏

وقال ابن عمرو‏:‏ القسطانُ‏:‏ قوس قزح، وقد نهي أن يقال قوسُ قزحَ، ويقالُ لها‏:‏ قوس الله والندءةُ والندءةُ‏.‏ وقال أبو سعيدٍ‏:‏ يقال لقوس الله‏:‏ القسطاني‏:‏ قال الطرماح‏:‏

وأديرتْ خففّ دونها *** مثلُ قسطاني دجنِ الغمامْ

وقسطانة‏:‏ حصن بالأندلس‏.‏

وقسطانةُ‏:‏ قرية على مرحلة من الري على طريق ساوة‏.‏

وقسطونُ‏:‏ حصن من أعمال حلب‏.‏

وقسنطينية‏:‏ قلعةَ كبيرة حصينة من حدود إفريقية‏.‏

وقسطنطينية‏:‏ ويقالُ قسطنطينية-‏:‏ دار ملك الروم، وفتحها من أشراط قيام الساعة، وهو ما روى أبو هريرة -رضى الله عنه- عن النبي‏؟‏ صلى الله عليه وسلم- أنه قال‏:‏ لا تقوم الساعة حتى تنزلُ الرومُ بالأعماق أو بدايقٍ فيخرجُ إليهم جيش من المدينة من خيار أهل الأرض يومئذٍ؛ فإذا تصافوا قالتِ الرومُ، خلوا بيننا وبين الذين سبوا منا نقاتلهمُ، فيقول المسلمون‏:‏ لا الله ولا نخلي بينكم وبين اخواننا، فيقاتلونهم، فينهزم ثلث لا يتوب الله عليهم أبدًا ويقتلُ ثلث هم أفضلُ الشهداء عند الله ويفتتحُ الثلث لا يفتنون أبدًا‏.‏ فيفتتحونَ قسطنطينية؛ فينما هم يقتسمونَ الغنائم قد علقوا سيوفهم بتالزيتون إذا صاحَ فيهم الشيطانُ إن المسيح قد خلفكم في أهاليكمُ، فيخرجونَ، وذلك باطل، فإذا جاءوا الشام خرجَ فبينما هم يعدون يسوون الصفوفَ إذا أقيمتِ الصلاةُ فينزلُ عيسى بن مريم فأمهم، فإذا رآه عدو الله ذابَ كما يذوبُ الملحُ في الماء، فلو تركه لانذابَ حتى يهلك، ولكنْ يقتلهُ الله بيده فيريهمْ دمهَ في حربته‏.‏ وفي حديث معاوية -رضي الله عنه-‏:‏ أنه لما بلغه خبر صاحب الروم أنه يريد أن يغزو بلاد الشام أيام فتنة صفين كَتَبَ إليه يحلف بالله لئن تممت على ما بلغني من عزمك لأصالحن صاحبي ولأكُونن مقدمته إليك فلا جعلن القسطنطينية البخراء حممةً سوداء ولأنتزعنك من الملك انتزاع الإصطفلينة ولأرُدنَّك إريسا من الأرارسة ترى الدوابل‏.‏

وقال أبو عمر‏:‏ القَسطَان والكسطان‏:‏ الغُبار، وأنشد‏:‏

أثَاب راعِيها فَثَارَتْ بِهَرَج *** تُثِيْرُ قَسطانَ غُبَارٍ ذي رَهَجْ

وأقْسَطَ الرجل‏:‏ أي عدل، قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏وأقْسِطُوا إنَّ الله يُحِبُّ المُقْسِطِين‏}‏‏.‏

والتَّقْسِيْطُ‏:‏ التقتير، قال الطَّرِمّاحُ يرثي عدبس بن محمد بن نفر‏:‏

كَفّاهُ كَفُّ لا يُرى سَيْبُها *** مُقَسَّطًا رَهْبةَ إعْدَامِها

أي لا يُقَسَّطُه؛ أي لا يقدره؛ ولكن يعطي بغير تقدير‏.‏

والاقتِسَاطُ‏:‏ الاقِتَسام، وقال الليث‏:‏ يقال تَقَسطُوا الشيء بينهم‏:‏ أي اقْتَسَمُوا على القِسْطِ والعدل بينهم بالسوية‏.‏

والتركيب يدل على معنيين متضادين، وقد شَذَّ عنه القُسْطُ للدَّواء‏.‏

قشط

القَشْطُ والكَشْطُ‏:‏ واحد؛ كالقَحْطِ والكَحْطِ والقافور والكافور، وقرأ ابن مسعود‏؟‏ رضي الله عنه- وعامر بن شراحيل الشيعي وإبراهيم بن زيد النخعي‏:‏ ‏{‏وإذا السَّمَاءُ قُشِطَتْ‏}‏‏.‏

وقال ابن السكيت‏:‏ قَشَطَ فلان عن فرسه الجل وكشطَه‏:‏ أي كَشَفه‏.‏

وقَيْشَاطَةُ‏:‏ مدينة بالأندلس من أعمال جيان ينسب إليها أبو عبد الله محمد بن الوليد القيشاطي الأديب‏.‏

وقال ابن عباد‏:‏ القَشْطُ‏:‏ الضرب بالعصا‏.‏ وانْقَشَطَتِ السماء وتَقَشَّطَت‏:‏ أي أجهت وأصحت‏.‏